مدخل إلى علوم الإعلام والإتصال

1.نشأة النظرية:

تعود جذور هذه النظریة بشكل أساسي إلى نهایة القرن 17، أین ظهرت لأول مرة الأفكار السیاسیة التحرریة في انجلترا، وازدهرت في عصر النهضة الأوروبیة وبالتحدید في القرن18و19، إذ بلوّر المفكرون الأوروبیون أبرزهم المفكر الإنجلیزي "جون میرتون" الذي قال "أن حریة النشر بأي واسطة ومن قبل أي شخص مهما كان اتجاهه الفكري حق من الحقوق الطبیعیة لجمیع البشر، ولا نستطیع ان نقلل من حریة النشر بأي شكل وتحت أي عذر"، وهي فلسفة سیاسیة واقتصادیة و اجتماعیة تعتمد قیم الحریة ومفاهیمها في الإعلام كما هي في السیاسة و الاقتصاد، وإ تاحة الفرصة للتقویم الذاتي من خلال الحوار وتبادل الأفكار، وقد ظهرت نظریة الحریة أو ما یسمى بالنظرية اللیبرالیة في بریطانیا عام 1688م، ثم انتشرت في أوروبا وأمریكا.

2. إفتراضات النظرية الليبرالية:

ترى هذه النظریة أن الفرد یجب أن یكون حرّا في نشر ما یعتقد أنه صحیح عبر وسائل الإعلام، وترفض هذه النظریة الرقابة أو مصادرة الفكر، واستلهمت هذه النظریة أسسها من أعمال بعض منظري اللیبرالیة مثل "توماس جیفرسون" و" جون ستیورت میل"، وهي تعتبر أن حریة الصحافة عنصر ضروري لوجود المجتمعات الحرة، والتي یجب أن تحرر الصحافة من الرقابة المسبقة وتجعلها مسؤولة فقط أمام القانون عن أنشطتها التي قد تخالف حقوق أو حریات أخرى، وأن تسمح للأفراد بامتلاك وسائل الإعلام والحصول على المعلومات.

ولذلك فإن "هيرمان " و"تشومسكي" يذهبان إلى أن هناك ميزات رئيسية هي من تتحكم في المحتوى الإعلامي في المجتمعات اللّيبرالية الغربية، وهي:

.الملكية المركزة، وملكية الثروة، وشكل الربح لشركات الإعلام الجماهيري المهيمنة.

.الإعلان باعتباره المصدر الرئيس لدخل الإعلام الجماهيري.

.إعتماد الإعلام على المعلومات التي تقدمها الحكومة وقطاع التّجارة والخبراء.

3. أهداف النظرية:

    تتعدد أهداف نظرية الحریة لوسائل الإعلام نذكر منها :

. هدف برغماتي وهو تحقیق أكبر قدر من الربح المادي من خلال إعلان والدعاية لمجموعة من المنتجات التي مقابل تحصيل الجانب المادي من أصحاب هذه المنتجات.

. مراقبة الحكومة لأنشطتها المختلفة من أجل كشف العیوب والفساد وغیرها،

. العمل على ملكية الأفراد لوسائل الإعلام .