تعتبر التجارة من أهم المهن القديمة وأشرفها على الإطلاق لما تدره على التاجر من أرباح في وقت قصير وبجهد أقل ، ولقد ازدادت أهميتها أكثر بعد ظهور الشركات التجارية نظرا لحاجة بعض المشاريع والنشاطات إلى تضافر عدد من الأشخاص وتعاونهم على تحقيقها وتوزيع أرباحها ومخاطرها ، فا لأفراد مختلفون منهم من يملك الوسائل المادية والأموال اللازمة لتنفيذ مشروعه ، لكنه يفتقر إلى الخبرة والمقدرة الفنية والتجارية ومنهم من يملك الثانية ولا يملك الأولى وهكذا أصبحت المشاريع التجارية والمالية الكبرى التي تتجاوز مقدرة الفرد الواحد تمارس من قبل جماعات من الأشخاص في شكل نظام قانوني هو الشركة ، وتحدد المادة الثالثة من القانون التجاري الطبيعة القانونية للشركة بأنها عملا تجاريا بحسب الشكل ، كما تنص المادة 544 من القانون التجاري على أنه "يحدد الطابع التجاري للشركة إما بشكلها أو موضوعها ، تعد شركات التضامن وشركات التوصية وشركات ذات المسؤولية المحدودة وشركات المساهمة تجارية بحكم شكلها ومهما يكن موضوعها
إذا كانت الملكية للأشياء المادية غريزة فطرية ، فإن ملكية الأفكار أكثر التصاقا بالانسان ، ذلك أنه نتاج وثمرة قريحته و عقله ، وزبدة لمجهود ذهني مضن ، و لربما ما يصل إليه أحدنا بفكره قد لا يصل إليه غيره مما فضله الله واجتباه عن غيره بهذه الملَكَة التي يصطلح عليها بالإبداع أو الإبتكار .
فالإبداع والإبتكار صفتان ملازمتان للانسان منذ وجوده على هذه البسيطة ، فهي إلهام من الخالق ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ١ عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ٢ خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ٣ عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ٤﴾ الآيات 01 ، 02 ، 03 ، 04 من سورة الرحمن . ، وقد نهضت الحضارات المختلفة في العالم على أكتاف المبتكرين والمبدعين ولا زالوا يفنون جهدهم و وقتهم في خدمة البشرية جمعاء ، ولم يهتم بهم المجتمع كما ينبغي إلا بعد أن وجد أصحاب رؤوس الأموال والشركات مجالا في الإبداع مجالا خصبا للاستثمار ، فحثوا دولهم على التدخل لحماية حقوق الملكية الفكرية تحت عدة مسميات فالملكية الفكرية هي نوع من أنواع الملكية التي ظهرت في العصور المتأخّرة نسبيا ، نتيجة للتطور العلمي والتقدم الصناعي والتّقني والتجاري الذي شهده العالم ، وقد اختلفت وجهات النظر في تسميتها ، والتعريف بها ، وتصنيفها ، وتحديد ما يدخل فيها من حقوق ، فبعضهم أطلق عليها الحقوق المعنويَّة ، وبعضهم أطلق عليها حقوق الابتكار ، وبعضهم أطلق عليها الحقوق (الملكية) الذهنية، أو الأدبية ، أو الفكرية ، أو التجارية ، أو الصناعية ، وبعضهم أطلق عليها حق الإنتاج العلمي ، وبعضهم عرَّفها بتعداد أشكالها وصورها التي تدخل فيها.
ولكن بناء على تعريف المنظمة العالمية للملكية الفكرية للمقصود من مصطلح الملكية الفكرية ، نجد أن الملكية الفكرية تشير إلى إبداعات العقل من اختراعات ومصنفات أدبية وفنية وتصاميم وشعارات وأسماء وصور مستخدمة في التجارة . والملكية الفكرية محمية قانونا بحقوق منها مثلا البراءات وحق المؤلف والعلامات التجارية التي تمكّن الأشخاص من كسب الاعتراف أو فائدة مالية من ابتكارهم أو اختراعهم . ويرمي نظام الملكية الفكرية ، من خلال إرساء توازن سليم بين مصالح المبتكرين ومصالح الجمهور العام ، إلى إتاحة بيئة تساعد على ازدهار الإبداع والابتكار.
القانون البحري
إن القانون البحري له خصوصية بين القوانين العامة والخاصة وهو قانون متشعب
ومتشابك مع باقي فروع القوانين الأخرى