تمهيد
في الوقت الحاضر، تم تدريب علماء الآثار المحترفين في الجامعات وهم يدركون جيدًا خصوصيات وعموميات من انضباطهم. أنشطتهم إلا أنها تختلف عن الأكاديميين في ذلك
تدخلاتهم لا تمليها بالضرورة طموحات مرتبطة بالبحث ، لكن بقوانين والسياسات الحكومية والقضايا الاقتصادية المرتبطة بتطوير واستخدام المساحات الاضية. والتي يمكن القول بأن المهنيين الاثريين يتدخلون حيث المواقع الأثرية المهددة بالفيضانات والردم أو تم حفرها، وبالتالي إتلافها، كجزء من مشاريع التنمية، مثل تجديد البنية التحتية للمدن (دفن الأسلاك وتجديد الأنظمة أنظمة المياه والصرف الصحي، وإزالة تلوث التربة، وما إلى ذلك من مشاريع التنمية.) أو إنشاء بنيات تحتية جديدة (شوارع، أحياء السكنية، ومراكز الصرف الصحي، الخ.)
وهذا ما نسميه بعلم الآثار الوقائي، وهو البحث التطبيقي الذي يهدف إلى الحفاظ على المواقع الاثرية مهما كانت وضعيتها، فيقوم بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عليها قبل أن يتم تدميرها.
أما أهداف و أساسيات وأساليب علم الآثار الوقائي تختلف قليلاً عن الممارسات الأخرى وما يميزها هو الانضباط بشكل رئيسي حيث أنه هو جزء من أعمال التخطيط والتشاور حول مشاريع البناء والتطوير.
المزيد من علم الآثار يعتبر المنبع من هذه العملية، كلما كانت إمكانيات الحفاظ على المواقع أسهل وذلك بتحويل ما قد يبدو للوهلة الأولى عائق وصعبا ، إلى قيمة مضافة من خلال تطوير هذا الاثر الى إرث حضاري.
هذه هي الطريقة الصحيحة في تطوير كل مشروع يحق له تشخيص محدد يهدف إلى التقليل من تداعيات التنقيبات على الموارد الأثرية وهذا من بداية التصميم الاولي للمشروع إلى غاية ا الانتهاء من انجازه.