ﻋصر اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﺳﻮﻳسري
إذا ﻛﺎن ﻣﻴﺸﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ اﻛﺘﺸﻒ ﻓﻜﺮة ﻋصر اﻟﻨﻬﻀﺔ، ﻓﺈن اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﻟﺴﻮﻳسري يعقوب ﺑﻮرﻛﻬﺎرت ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻇﺎﻫﺮة إﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﺣﺪﺛﺖ في اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋشر. ﻓﻘﺪ أﺻﺪر ﺑﻮرﻛﻬﺎرت في ﻋﺎم 1860م ﻛﺘﺎﺑًﺎ ﺑﺎﺳﻢ ''ﺣﻀﺎرة ﻋصر اﻟﻨﻬﻀﺔ في إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ''، وﻗﺪ ﻗﺎل ﺑﺄن اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ المميزة ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ في ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋشر أدت إلى ﻇﻬﻮر ﻧﺰﻋﺔ ﻓﺮدﻳﺔ ﻋصرﻳﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰة. وﻗﺪ ﻛﺎن إﺣﻴﺎء اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، واﻛﺘﺸﺎف ﻋﺎﻟﻢ أوﺳﻊ، وﻋﺪم اﻻرﺗﻴﺎح المتزايد ﺗﺠﺎه اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﻳﺘﺨﺬ ﺷﻜﻼ ﻣﺆﺳﺴﻴٍّﺎ؛ ﻳﻌﻨﻲ أن ''اﻹﻧﺴﺎن أﺻﺒﺢ ﻓﺮدًا ﻟﻪ روﺣﺎﻧﻴﺘﻪ''. وﻗﺎرن ﺑﻮرﻛﻬﺎرت ﻋﻤﺪًا بين ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺠﺪﻳﺪ وبين ﻏﻴﺎب اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺬات اﻟﺬي ﻛﺎن اﻟﺴﻤﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮه؛ إذ ﻛﺎن ''اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺪرﻛًﺎ ﻟﺬاﺗﻪ ﻋلى أﻧﻪ ﻓﺮد ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻛﺎﻣﻞ، أو ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ أو ﺣﺰب أو ﻋﺎﺋﻠﺔ أو ﻣﺆﺳﺴﺔ''. ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى، ﻓﺈن اﻟﻨﺎس — ﻗﺒﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋشر — ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻔﺘﻘﺮون إلى اﻹﺣﺴﺎس اﻟﻘﻮي ﺑﻬﻮﻳﺘﻬﻢ اﻟﻔﺮدﻳﺔ. وﻃﺒﻘًﺎ ﻟﺒﻮرﻛﻬﺎرت، ﻓﺈن إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ في اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋشر أﻧﺠﺒﺖ ''إﻧﺴﺎن ﻋصر اﻟﻨﻬﻀﺔ''، واﻟﺬي أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ''المولود اﻷول بين أﺑﻨﺎء أوروﺑﺎ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ''، وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻲ ذﻟﻚ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻣﺄﻟﻮﻓًﺎ اﻵن ﻟﻌصر اﻟﻨﻬﻀﺔ: ﻣﻬﺪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬي أﻧﺸﺄه ﺑﻴترارك وألبيرتي وﻟﻴﻮﻧﺎردو، واﻟﺬي ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺈﺣﻴﺎء اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ، واﻧﺘﻬﻰ ﺑﺤﻠﻮل ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋشر.
ﻟﻢ ﻳﺴترﺳﻞ ﺑﻮرﻛﻬﺎرت كثيرا في ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﻓﻦ ﻋصر اﻟﻨﻬﻀﺔ، أو التغيرات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، وﻟﻜﻨﻪ ﻏﺎلى في ﺗﻘﺪﻳﺮه لما ﻳﺮى أﻧﻪ ﻧﻬﺞ ﺷﻜﻮﻛﻲ، ﺑﻞ وﺣﺘﻰ ''وﺛﻨﻲ'' ﻟﻠﺪﻳﻦ في ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ، وﻛﺎن ﺗﺮﻛﻴﺰه ﻣﻘﺘصرًا ﻋلى إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻓﻘﻂ، ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺎول أن ﻳﺮﺑﻂ ﻋصر اﻟﻨﻬﻀﺔ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻷﺧﺮى. وﻇﻞ ﻓﻬﻤﻪ لمصطلحات ﻣﺜﻞ ''اﻟﻔﺮدﻳﺔ'' و''اﻟﻌصرﻳﺔ'' ﻏﺎﻣﻀًﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ. وﻋلى ﻏﺮار ﻣﻴﺸﻠﻴﻪ، ﻛﺎﻧﺖ رؤﻳﺔ ﺑﻮرﻛﻬﺎرت ﻟﻌصر اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋلى ﻇﺮوﻓﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﺑﻮرﻛﻬﺎرت ﻣﻔﻜﺮًا أرﺳﺘﻘﺮاﻃﻴٍّﺎ، ﻳﻔﺘﺨﺮ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪه ﻟﻠﻨﺰﻋﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟبروﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻴﺔ واﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ في ﺳﻮﻳسرا. وﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﻳﺨشى ﻧﻤﻮ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ، وﻣﺎ رأى أﻧﻪ تدمير ﻟﻠﺠﻤﺎل اﻟﻔﻨﻲ. وﻣﻦ ﺛﻢ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ رؤﻳﺘﻪ ﻟﻌصر اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻛﻔترة اﺗﺤﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﻦ واﻟﺤﻴﺎة، واﺣﺘُﻔِﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺗﻘﻴﻴﺪﻫﺎ، وﺗﻮﻟﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺻﻮرة ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ، ﺗﺒﺪو ﺻﻮرة ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ لمدينة ﺑﺎزل اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒﻬﺎ. ورﻏﻢ ذﻟﻚ، ﻓﻘﺪ ﻇﻞ ﻛﺘﺎب ﺑﻮرﻛﻬﺎرت — في اﻟﺠﺪل اﻟﺪاﺋﺮ ﺑﺄن ﻋصر اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻛﺎن أﺳﺎس اﻟﻌصر اﻟﺤﺪﻳﺚ — في ﻗﻠﺐ دراﺳﺎت ﻋصر اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ الحين، وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻮاﺟﻪ الكثير ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎدات، إﻻ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺗﻤﺎﻣًﺎ.
وﻗﺪ وﺟﺪ اﺣﺘﻔﺎء ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻴﺸﻠﻴﻪ وﺑﻮرﻛﻬﺎرت ﺑﺎﻟﻔﻦ واﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ، ﻋلى أﻧﻬﻤﺎ اﻟﺴﻤﺎت المحددة ﻟﻌصر اﻟﻨﻬﻀﺔ، اﻟﺪﻋﻢ المنطقي في دراﺳﺔ ''واﻟتر ﺑﺎﺗﺮ'' اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻢ ''ﻋصر اﻟﻨﻬﻀﺔ''، واﻟﺘﻲ ﻧشرت ﻷول ﻣﺮة في إﻧﺠﻠترا ﻋﺎم 1873م. ﺗﻠﻘﱠﻰ ﺑﺎﺗﺮ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ في أوﻛﺴﻔﻮرد، وﻋﻤﻞ أﺳﺘﺎذًا ﺑﻬﺎ، وﻛﺎن ﻣﺆﻳﺪًا ﻟﻠﻤﺬﻫﺐ اﻟﺠﻤﺎلي، واﺳﺘﺨﺪم دراﺳﺘﻪ ﻟﻌصر اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻋﺘﻘﺎده في ''ﺣﺐ اﻟﻔﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻔﻦ''. رﻓﺾ ﺑﺎﺗﺮ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻌصر اﻟﻨﻬﻀﺔ، ﺣﻴﺚ رأى أﻧﻬﺎ غير ذات أﻫﻤﻴﺔ، ﻛﻤﺎ رأى ''روح اﻟﺘﻤﺮد واﻟﺜﻮرة ﺿﺪ اﻷﻓﻜﺎر اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة في ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ'' في اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﺒﻌﺾ رﺳﺎﻣﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋشر ﻣﺜﻞ ﺑﻮﺗﻴﺘﺸﻴلي وﻟﻴﻮﻧﺎردو وﺟﻮرﺟﻮﻧﻲ. ﻛﺎن ﻫﺬا اﺣﺘﻔﺎء ًﺟﻤﺎﻟﻴٍّﺎ ﺗﻠﺬذﻳٍّﺎ، ﺑﻞ ووﺛﻨﻴٍّﺎ، لما ﻛﺎن ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﺗﺮ ''ﻣﺘﻌﺔ اﻟﺤﻮاس واﻟﺨﻴﺎل''. وﻗﺪ وﺟﺪ ﺑﺎﺗﺮ آﺛﺎرًا ﻟﻬﺬا اﻻﻋﺘﻘﺎد ''ﺑﺤﺐ أﻣﻮر اﻟﻔﻜﺮ واﻟﺨﻴﺎل ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﺨﻴﺎل'' ﺗﺮﺟﻊ إلى اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋشر واﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋشر. ورﻏﻢ أن الكثيرين ﻗﺪ ﺻﺪﻣﻮا ﺑﻜﺘﺎب ﺑﺎﺗﺮ اﻟﻔﺎﺳﺪ والمضاد ﻟﻠﺪﻳﻦ، ﻓﻘﺪ ﺷﻜﻠﺖ آراؤه ﻧﻈﺮة اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻟﻌصر اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻋلى ﻣﺪار ﻋﻘﻮد.
ﻟﻘﺪ رﺳﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﻴﺸﻠﻴﻪ وﺑﻮرﻛﻬﺎرت وﺑﺎﺗﺮ ﺻﻮرة ﻋﻦ ﻋصر اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋشر، ﺻﻮرة ﺗﺮى ﻫﺬا اﻟﻌصر ﻓترة روﺣﺎﻧﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ. وﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ إﻧﺠﺎزات اﻟﻔﻦ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﻮﻗﻔًﺎ ﺟﺪﻳﺪًا ﺗﺠﺎه اﻟﻔﺮدﻳﺔ وﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ أن ﻳﻜﻮن المرء ''ﻣﺘﺤضرًا''. وﻣﺸﻜﻠﺔ ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ في ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋصر اﻟﻨﻬﻀﺔ أﻧﻬﺎ ﺑﺪﻻ ًﻣﻦ أن ﺗﻘﺪم وﺻﻔًﺎ ﺗﺎرﻳﺨﻴٍّﺎ دﻗﻴﻘًﺎ لما ﺣﺪث ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋشر وﻣﺎ ﺗﻼه، ﻓﻘﺪ ﺑﺪت أﻛﺜﺮ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺜﺎل ﻧﻤﻮذﺟﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻷوروﺑﻲ في اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋشر. ﻓﻘﺪ اﺣﺘﻔﻰ ﻫﺆﻻء اﻟﻨﻘﺎد ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ المحدودة، وﻣﺬﻫﺐ اﻟﺸﻚ ﺗﺠﺎه اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، وﻗﻮة اﻟﻔﻦ واﻷدب، واﻧﺘﺼﺎر اﻟﺤﻀﺎرة اﻷوروﺑﻴﺔ المزعوم ﻋلى ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻀﺎرات اﻷﺧﺮى. وﻗﺪ ﺷﻜﻠﺖ ﻫﺬه المبادئ أﺳﺲ اﻹﻣبرﻳﺎﻟﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ في اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋشر. ﻓﻔﻲ ﺗﻠﻚ المرحلة ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ أوروﺑﺎ ﺗﺤﺎول ﺑﻌﺪواﻧﻴﺔ ﻓﺮض ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋلى ﻣﻌﻈﻢ أﺟﺰاء الامريكيتيين وأﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وآﺳﻴﺎ، ﻛﺎن أﻧﺎس ﻣﺜﻞ ﺑﺎﺗﺮ ﻳﺨﻠﻘﻮن رؤﻳﺔ ﻟﻌصر اﻟﻨﻬﻀﺔ ﺑﺪت ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻬﺎ ﺗﻘﺪم ﺗﺄﺻﻴﻼ ًوﺗبرﻳﺮًا ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻋلى اﻟﻌﺎﻟﻢ.