Options d’inscription
تباينت الآراء حول تفسير الاسباب الرئيسة التي أدت الى تداعي الحكم الأموي بسرعه ولم يمضي عليه الا حوالي قرن من الزمن فمن المؤرخين من يعزو أسباب نهاية الامويين ونهاية حكمهم الى عامل واحد سياسي الى درجة كبيرة وهو الدعوة العباسية التي انتشرت في خراسان كانتشار النار في الهشيم ثم توسعت وامتدت غربا باتجاه مناطق نفوذ الامويين الى العراق وبلاد الشام، وبعدها أخذ العباسيون اصحاب الرايات السود يتعقبون اخر خلفاء بني أميه مروان بن محمد مع فلوله المهزومة.
ويصور أنصار هذا الراي اخر خلفاء بني امية وهو مطارد لا يلوي على شيء ولا يستطيع مقاومة هذا التيار العباسي الجارف فاضطر الى الفرار الى مصر حيث أدركته الجيوش العباسية بقيادة عبد الله بن علي العباسي وأخيه صالح بن علي العباسي الى أن ظفر به في مصر عام 132هـ /754م وقتله على يد صالح. وبذلك تظهر هذه القصة التاريخية ان الحكم الاموي قد تداعي بسرعه لا تصدق، بعد ان كان يتمتع بقوة عسكرية جعلت سلطته تمتد شرقا حتى نهر سيحون وجيحون والهند والسند وغربا حتى المغرب العربي والاندلس.
وفي مقابل ذلك فأن هناك تفسيرا اخر لا يقلل من أهميه العامل السياسي المتمثل بالثورة العباسية وما عمله الدعاة العباسيون من اعمال بغيه تقويه روح النقمة والعداء للبيت الاموي قد تداعي البيت الاموي بهذه السرعة انما يرجع الى عدة عوامل اهمها عوامل داخليه – سياسية – اجتماعيه – اداريه تتعلق بماكنه الدولة الاموية.
ويعزز أنصار الرأي الاخير تفسيرهم بالقول أن قصة هروب الخليفة مروان بن محمد أخر خلفاء بني أمية ومطاردته في كل مكان ما هي في الحقيقة الاصورة واضحة للتفتت الذي كان يسري في جسم الدولة المريض منذ اكثر من نصف قرن. وما نجاح الدعوة العباسية وجمع المؤيدين والانصار الا حالة من ملء الفراغ لهذا التفتت الذي أصاب جسم الدولة العربية التي دخلت من قيادة سياسية تتمشى وروح ذلك العصر، وعلى هذا انتقل الحكم من أسرة عربية اموية الى أسرة عربية عباسية.