الأسلوبية وتحليل الخطاب

الأسلوبية دراسة لسانية ،للخطاب الأدبي من الناحية التبلغية والتأثيرية ، فهي تبحث في خصائصه اللغوية التي تجعل منه ينحى منحى أن يكون خطابا أدبيا شعريا تبليغيا وتأثيريا ،ولقد كان لجاكبسون البشرى في ميلادها في إحدى المؤتمرات اللغوية حيث عبر عن ميلاد علم يربط بين اللسانيات والأدب ، أما المؤسس الفعلي لهذا العلم فهو شال بالي وهو أحد تلاميذ دسوسير، وهنا نرى العلاقة الوجيهة بين اللسانيات والأسلوبية ، ترتبط الأسلوبية في علاقتها أيضا بالشعرية ،فهنا الأسلوبية تدرك أفاق الشعرية وتتقاطع معها في كثير من العلاقات ولكن الشعرية هنا لا تبحث في الطريقة بقدر ماتدرك النتيجة والأسلوبية تبحث في الأسلوب الذي قام بتوليد هذه الشعرية ، لاتنعتق الأسلوبية من البلاغة كونها تحاور اللغة بحثا عن فرادتها وتميزها وتأثيرها ،فنستطيع أن نقول أن الأسلوبية تنظر بشمولية أكثر من البلاغة ولكن ذلك لا يخالف أن تكون البلاغة وجها مرتبطا بها في الأسلوب ،تميزت الأسلوبية أيضا بعدة أوجه مختلفة في دراستها فظهرت الأسلوبية البنيوية وهنا ارتبطت بالنص والأسلوبية النفسية وارتبطت بنفسية ومشاعر الكاتب أيضا ارتبطت بأحلامه وبمكبوتاته ، وظهرت أيضا الأسلوبيةالإحصائية التي كانت دراسة موضوعية وعلمية للأسلوب ، والأسلوب الذي يعد محور دراسة الأسلوبية هو سمت صاحبه وطريقته وهو مايحدد تميزه وفرداته ،إلى جانب ذلك يرتبط الأسلوب بمحددات متوترة في إنشائه هي الإيحاء والإيحالة والإنزياح والتوازي..