Options d’inscription
شهد القرن التاسع عشر ولادة الصورة الفوتوغرافية، و مجهودا غير مسبوق في تطوير اللعب البصرية المتحركة بقصد التسلية، حيث ترتبط الصور الثابتة ببعضها البعض مشكلة تسلسلا بصريا عجائبيا يحقق إيهام الحركة التي تحاكي الطبيعة في شكلها الحرفي. و تضافرت جهود العلماء و المخترعين من أمثال: رينو، ماري، لوبرانس، غرين، توماس إديسون، ديكسون، لوست، للظفر ببراءة اختراع جهاز للعرض البصري يستطيع فك لغز استمرارية الرؤية الذي أرق الكثير من المبدعين الحرفيين بغية تحقيق السبق في هذا المجال، و عرض صور الحياة على جمهور النظارة و المشاهدين.
إن هذا الجهد التكنولوجي المعتبر، لم يفصل في سباقه سوى بـ:باريس ذات الثامن و العشرين من ديسمبر عام 1895م، إذ تمكن الأخوين لوميير من أن ينالا شرف هذا السبق بواسطة جهازهما المتطور السينماتوغراف Cinématographe ، و الذي عرض على جمهور المشاهدين الباريسيين أولى الصور المتحركة في التاريخ. لقد ساهمت ولادة السينما في حل لغز استمرارية الرؤية بواسطة ظهور الصورة الحقيقية و القدرة على تحريكها كما في الواقع، و تلاشى ذعر الفناء و غياب معالم الجسد التي حاول كبار الفنانين التشكيليين تخليدها هندسيا في السابق، و حل مقامها نقل طبيعي حقيقي لا يحتاج لواسطة بشرية، بل آلة عاكسة ترسم بالضوء أشكال البشر الحقيقية. و توصل الفن السابع في إنطلاقته إلى فك إشكال الهوس الوثائقي الذي صاحب الصورة منذ ظهورها في كهوف البدائيين، و تمكن من منح الحياة لأرواح تعيش الاستمرارية في ظلال ضوئية متحدية التفسخ الشكلي الذي يفرضه الموت. و لأن كان فن الصورة قد ولد جنائزيا في القديم، فإنه بعث من جديد مع السينما ضوئيا.
و تعتبر نشأة فريدة إذا قورنت بأشكال الفن الأخرى، حيث يقول المؤلف "يوجين" قال:" فعلى عكس العروض المسرحية في العصور الوسطى التي كان يجري تمثيلها على درجات سلم الكاتدرائية أو كوميديات موليير التي كانت تمثل في القصر جاءت السينما من صالات التسمية البدائية فقد ولدت بجوار معرض للصيد و ترعرعت في إحدى الحانات ، و كان يحيط بها لاعبوا أكروبات و باعة جوالون لبطاقات البريد الجنسية و دجالون و السحرة و ثعابين و مهرجون و رجال أقوياء كانوا يمارسون حيلهم المتجددة دائما، و منذ ميلادها صادفت في طريقها العديد من العقبات و احتاجت إلى كل ما في طبيعتها الحية من قوة لأجل أن تبقى".
و في بداية الفرحة باختراع السينما كان من المعتقد أن هذا الشكل منطق في سرد القصص هو فن بلا حدود ،و أن المرء يستطيع أن يذهب مع الكاميرا إلى كل مكان،